النزاع الدرزي إلى الواجهة من عاليه إلى خلدة
فادي عيد
Tuesday, 29-Jan-2013 00:52
عاد النزاع على الساحة الدرزية ليفرض نفسه إثر الاحتفال التأبيني للضابط في «الجيش السوري الحر» خلدون سامي زين الدين في قاعة «الرسالة الاجتماعية» في عاليه، في ظلّ مشاركة اشتراكية واسعة، إضافة إلى الدعوات وحملات التجييش التي سبقت التأبين من خلال تحركات الفروع الاشتراكية في قرى الجبل وبلداته، ناهيك عن الإجراءات الأمنية التي اتخذت منذ يوم السبت في محيط مكان الاحتفال.
وهنا، يُشار إلى أن الأشهر القليلة المنصرمة شهدت هدوءاً وتوافقاً على تحييد الجبل ليبقى في منأى عن الخلافات الداخلية، وأيضاً في منأى عمّا يحصل في سوريا، وكان اللافت أيضاً التواصل والتناغم بين رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهّاب عبر لقاءين متتاليين في المختارة، إضافة إلى أجواء عن تواصل حصل بينهما منذ أيام، من دون استبعاد حصول لقاء قريب بعد عودة جنبلاط من باريس.
كذلك، فإنّ وهّاب شارك في انتخابات المجلس المذهبي الدرزي، وأرسل موفدين إلى المشايخ الكبار في معظم قرى الجبل وبلداته تحت عنوان "أمن الجبل واستقراره خط أحمر"، وأنه وجنبلاط متفقان على كل ما يحصّن هذا الاستقرار ويعزّزه، بمعزل عن التباينات السياسية حيال بعض الملفات المحلية والإقليمية.
من هنا جاء الاحتفال التأبيني لزين الدين في عاليه ليُشعِل الجبهة الدرزية عبر بعض المحطات التي شهدتها الساعات الماضية، وتحديداً المؤتمر الصحافي لرئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال إرسلان في حضور شيخ العقل القريب منه الشيخ ناصر الدين الغريب، وذلك بعد ساعات على انتهاء التأبين.
وعليه، وجّه إرسلان انتقادات لاذعة وشنّ هجوماً عنيفاً على ما حصل في عاليه من احتفال تأبيني لـ "معارض سوري"، غامزاً من قناة جنبلاط، مع التذكير بأنّ إرسلان لم يلتقِ وجنبلاط منذ فترة طويلة، وهو في الوقت عينه يعتبر قانون الـ60 مُفخّخاً، إضافة إلى مقاطعته انتخابات المجلس المذهبي الدرزي، ما يشير إلى خلافات عميقة تطفو على سطح العلاقة بينه وبين جنبلاط.
أمّا على خط موقف وهّاب من احتفال عاليه، فإنه تكلّم في السياسة، وشدّد على خصوصية دروز سوريا، إنما حيّد جنبلاط ولم ينتقده، خصوصاً أن الأخير موجود في باريس. وبذلك، أبقى حلقة التواصل مفتوحة بينه وبين المختارة من أجل استمرار الاستقرار في الجبل.
لكن، في الوقت عينه، ثمّة مخاوف تعبّر عنها قيادات درزية من انفلات الوضع بين مؤيّد ومعارض لِما يحصل في جبل الدروز، في اعتبار أنّ معلومات تتحدّث عن احتقان يسود المناطق الدرزية في سوريا، وتحديداً في السويداء التي تضجّ بالنازحين من بلدة جرمانا (في ريف دمشق) ذات الغالبية الدرزية، إلى مواطنين سوريين محسوبين على النظام فرّوا من مناطق ساخنة أمنياً إلى جبل العرب.
لذلك، بات التعاطي مع هذه المسألة في الداخل اللبناني على مستوى القيادات الدرزية أمراً في غاية الحساسية، وقد يترك تداعياته السلبية على مستوى علاقة القيادات الدرزية المؤيدة للنظام والمعارضة له، خصوصاً أن المتحدّث في احتفال عاليه كان شيخ العقل نعيم حسن، وهناك من يقول إنه لولا إشارة جنبلاط للشيخ حسن القريب منه لَما كان تكلّم.
وفي المقلب الآخر كان شيخ العقل القريب من إرسلان الشيخ ناصر الدين غريب المؤيّد للنظام السوري، ما يؤكّد أنّ الخلاف الجنبلاطي ـ الإرسلاني يتفاقم وقد عاد إلى مراحله السابقة، في وقت يعوّل على تواصل وهّاب بجنبلاط للحؤول دون إقحام الجبل وأهله بما يجري في سوريا، إذ إنّ لوهّاب موقفاً يُدين احتفال عاليه لكنه يُبقي على علاقاته بجنبلاط حرصاً على وحدة الجبل، وهذا ما سيتبلور في الأيام المقبلة في ضوء الاتصالات الجارية لوأد أيّ فتنة في مهدها والوصول إلى توافق يقضي بتحييد الجبل عن الأزمة السورية مهما كانت الأسباب والدوافع.
لكنّ مواكبين للأجواء الدرزية يؤكدون أن التداعيات الناجمة من احتفال عاليه ومؤتمر خلدة لن تكون سهلة بعد دخول البعض لعبة النزاع الإقليمي، إذ ليس مصادفة أن يُؤبّن زين الدين في عاليه ويعقبه مؤتمر صحافي لإرسلان في خلدة.
كذلك، فإنّ وهّاب شارك في انتخابات المجلس المذهبي الدرزي، وأرسل موفدين إلى المشايخ الكبار في معظم قرى الجبل وبلداته تحت عنوان "أمن الجبل واستقراره خط أحمر"، وأنه وجنبلاط متفقان على كل ما يحصّن هذا الاستقرار ويعزّزه، بمعزل عن التباينات السياسية حيال بعض الملفات المحلية والإقليمية.
من هنا جاء الاحتفال التأبيني لزين الدين في عاليه ليُشعِل الجبهة الدرزية عبر بعض المحطات التي شهدتها الساعات الماضية، وتحديداً المؤتمر الصحافي لرئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال إرسلان في حضور شيخ العقل القريب منه الشيخ ناصر الدين الغريب، وذلك بعد ساعات على انتهاء التأبين.
وعليه، وجّه إرسلان انتقادات لاذعة وشنّ هجوماً عنيفاً على ما حصل في عاليه من احتفال تأبيني لـ "معارض سوري"، غامزاً من قناة جنبلاط، مع التذكير بأنّ إرسلان لم يلتقِ وجنبلاط منذ فترة طويلة، وهو في الوقت عينه يعتبر قانون الـ60 مُفخّخاً، إضافة إلى مقاطعته انتخابات المجلس المذهبي الدرزي، ما يشير إلى خلافات عميقة تطفو على سطح العلاقة بينه وبين جنبلاط.
أمّا على خط موقف وهّاب من احتفال عاليه، فإنه تكلّم في السياسة، وشدّد على خصوصية دروز سوريا، إنما حيّد جنبلاط ولم ينتقده، خصوصاً أن الأخير موجود في باريس. وبذلك، أبقى حلقة التواصل مفتوحة بينه وبين المختارة من أجل استمرار الاستقرار في الجبل.
لكن، في الوقت عينه، ثمّة مخاوف تعبّر عنها قيادات درزية من انفلات الوضع بين مؤيّد ومعارض لِما يحصل في جبل الدروز، في اعتبار أنّ معلومات تتحدّث عن احتقان يسود المناطق الدرزية في سوريا، وتحديداً في السويداء التي تضجّ بالنازحين من بلدة جرمانا (في ريف دمشق) ذات الغالبية الدرزية، إلى مواطنين سوريين محسوبين على النظام فرّوا من مناطق ساخنة أمنياً إلى جبل العرب.
لذلك، بات التعاطي مع هذه المسألة في الداخل اللبناني على مستوى القيادات الدرزية أمراً في غاية الحساسية، وقد يترك تداعياته السلبية على مستوى علاقة القيادات الدرزية المؤيدة للنظام والمعارضة له، خصوصاً أن المتحدّث في احتفال عاليه كان شيخ العقل نعيم حسن، وهناك من يقول إنه لولا إشارة جنبلاط للشيخ حسن القريب منه لَما كان تكلّم.
وفي المقلب الآخر كان شيخ العقل القريب من إرسلان الشيخ ناصر الدين غريب المؤيّد للنظام السوري، ما يؤكّد أنّ الخلاف الجنبلاطي ـ الإرسلاني يتفاقم وقد عاد إلى مراحله السابقة، في وقت يعوّل على تواصل وهّاب بجنبلاط للحؤول دون إقحام الجبل وأهله بما يجري في سوريا، إذ إنّ لوهّاب موقفاً يُدين احتفال عاليه لكنه يُبقي على علاقاته بجنبلاط حرصاً على وحدة الجبل، وهذا ما سيتبلور في الأيام المقبلة في ضوء الاتصالات الجارية لوأد أيّ فتنة في مهدها والوصول إلى توافق يقضي بتحييد الجبل عن الأزمة السورية مهما كانت الأسباب والدوافع.
لكنّ مواكبين للأجواء الدرزية يؤكدون أن التداعيات الناجمة من احتفال عاليه ومؤتمر خلدة لن تكون سهلة بعد دخول البعض لعبة النزاع الإقليمي، إذ ليس مصادفة أن يُؤبّن زين الدين في عاليه ويعقبه مؤتمر صحافي لإرسلان في خلدة.
الأكثر قراءة